أسرار من المطبخ الياباني
الطهي المثالي في اليابان
يعتقد
أن المطبخين ''الصيني والياباني'' جاران لا يختلفان، لكن هذا غير صحيح، ففي
الصين والغرب يصقل الطهاة مهاراتهم ليبتكروا مذاقاً للطبق يختلف تماماً عن
الطعم الطبيعي لمكوناته· أما في المطبخ الياباني فالعكس هو الصحيح· الهدف
الأساسي هو توفير أقل تدخل بشري لتقديم طبق قريب من الحالة الطبيعية
لمكوناته· ولهذا تبرز الأطباق اليابانية الطعم الأصلي للمكونات وتحرص على
عدم إخفاء طعمها الحقيقي بنوع من البراعة البشرية· فالطهي المثالي في
اليابان لا يعتمد المغالاة في الطهي، وأقصى مثال ''لأقل تدخل'' هو طبق
''الساشيمي'' حيث يصل السمك طازجاً إلى مائدة الطعام ويقدم نيئاً ومقطعاً
إلى شرائح تغمس في مزيج من صلصة الصويا و''الوسابي'' المبشور (الفجل
الياباني الحار)·
ولكي تستمتع بمذاق طبق طبيعي، يجب أن يكون طازجاً وقبل إصدار حكمك على الطاهي تفحص طزاجة المكونات·
''السوشي'' في الإمارات
في
الإمارات اتسعت رقعة السياحة فتدفق اليابانيون الذين فرضوا حضورهم على
خريطة المطاعم، ولهذا فكر الكثيرون في افتتاح مطابخ يابانية تلبي رغبات
هؤلاء إضافة للأجانب والعرب والمواطنين الذين يحبون تذوق أصناف جديدة·
اللبناني
يوسف دكروب الذي جمعه عشق الطعام الياباني بزوجته ويندي في هاواي، انتقل
لدبي منذ عام 2000 وافتتح حتى اليوم ثلاثة مطاعم للوجبات اليابانية السريعة
بأسعار مقبولة·
ويؤكد يوسف: في السنوات الثلاث الأخيرة ازداد إقبال
الإماراتيين والعرب على الطعام الياباني بعد أن كانوا يتصورن أنه طعام
نيئ!، في حين أنه مطبوخ ومقلي ولا يختلف كثيراً عن المطابخ الأخرى إلا في
بعض الوجبات التي طغت شهرتها على غيرها· أما اليوم فحتى الأطفال أقبلوا على
السوشي والبنتو الذي يشبه الطعام العربي، خاصة بعد ظهور ابتكارات تمزج
الدجاج والخضروات في أطباق السوشي·
''السوكوياكي والتمبورا'' الشهية
من
أشهر الأكلات العالمية التي دخلت اليابان، طبق ''سوكياكي'' وهو عبارة عن
لحم بقري وخضراوات محمرة قليلاً على نار هادئة مع صلصة الصويا والسكر
والتوابل، ويتم إعداده بوعاء معدني ويقدم مباشرة لكل فرد على حدة·
أما
طبق الـ''تمبورا'' اللذيذ والشهير فيتكون من خضراوات وثمار البحر المغموسة
في عجينة محمرة في الزيت الغالي· وقد جاء طبق ''التامبورا'' من البرتغال في
القرن السابع عشر، ومع ذلك فهو يشتهر اليوم عالمياً كطبق ياباني صميم·
أما
''أومو-رايس'' فهو طبق أرز مخلوط بالدجاج ومغلف بغشاء رقيق من البيض
المقلي وقطرات من صلصة الطماطم، وقد تم ابتكاره عام 1902 ويعتبر الآن طبقاً
أجنبياً طور ليناسب المذاق الياباني· في حين أن ''كوروكي'' طبق من البطاطس
المهروسة مع اللحم والبصل المفروم، يصنع على شكل بيضاوي ويغلف بالبقسماط
ويحمر في الزيت· وكلمة ''كوروكي'' قادمة من الفرنسية''كروكيت''·
''كاري-رايس'' هاياشي-رايس''
''إبي
فراي'' طبق مفضل يتكون من الروبيان المغلف ببقسماط الخبز المحمر في الزيت·
أما طبق ''كاري-رايس'' فاسمه الهندي واضح، وقد جاء عن طريق بريطانيا،
ويتكون من صلصة الكاري التي يضاف اليها الدقيق لتتماسك وتقدم مع الأرز
المسلوق، إلى جانب الخضراوات المخللة·
''هاياشي-رايس'' طبق آخر من اللحم البقري والخضراوات المحضرة في صلصة براقة بنية اللون وغليظة التكوين تقدم مع الأرز·
أخيراً
لعل أطرف وأغرب ما قيل عن الشعب الياباني هو ما نسب للأديب أوسكار وايلد
الذي قال في العام 1889: ''الحق أن اليابان كلها ليست إلا اختراعاً
خالصاً··· لا يوجد بلد كهذا··· لا يوجد أناس كهؤلاء''!·
''السوشي''
و''الساشيمي'' أغذية يابانية تقليدية طرأت على قوائم الطعام العالمية·
وعلى الرغم من عدم تقبل الكثيرين لها كونها أطعمة يدخل في تركيبها السمك
النيئ بشكل أساسي، إلا أن هناك إقبالاً كبيراً عليها من السياح ومحبي
المغامرة والاكتشاف على الصعيد الغذائي بعد أن أشاد بها الأطباء والخبراء
كغذاء طبيعي وصحي يمكن له الوقاية من الكثير من الأمراض الصعبة· لكن لهذا
الطعام أسراره وفنونه وطرقه السليمة في التحضير من قبل اليابانيين
والآسيويين الذين اخترعوه·