رأيت الصّوت ينسدل ألحاناً
على أكمّاتٍ خضراء ريّانة
سمعت الملامح تسكب العطورْ
على روابي الوجود المقدّسة .
إنّ الطّهر يختال مزداناً
يستنشق أريج البخورْ
يتهلّل من مبخرة الصّنوبرِ
ينساب أنهاراً عذبة ...
بدا لي من بعيدٍ
طيف ذاتٍ ترقب الدّهرَ
تحاكي الأزمانْ
تشقّ المستقبل ماضيا
تفجّر اللّحظة أكوانا
أصغيت إلى سجود الذّاتْ
فإذا بها تحاكي عبق الإلهْ
تناجي سحر الألوانْ
تصلّي الكون لوحاتْ .
بحثت عن المكانْ ...
فإذابه اندثر أوراقاً
خطّ عليها الأبدُ
نعمة الهذيانْ ...
ورأيت السّماء مهداً
مضجعاً حريريّاً
يعانق الذّات الهائمة
يغزلها أحلاماً ليلكيّة .
وهي... هي الغارقة
في عينيّ الأفق البعيدْ
نظرات الحبّ حدودها
خفقان الوجد عالمها
صمتها السّكون البليغْ ....
حفيف السّلام مرتعها
عشق اللّامكان مثواها
موتها انبعاث الحياة .