كان يا مكان في قديم الزمان شجره لوز تقيم وحيدة في احد الحقول الذي هاجر اصحابه ولم يعد ملكا لاحد. كانت الشجرة عجوزا تعيش على بركة الطبيعة،
وفي يوم من الايام اقبل رجل رديء الملابس فقير الحال تعبان وجوعان ، توجه نحوها لعله يجد في ظلها الراحة والامان وفي ثمرها الطعم واللذيذ!.
وقف الرجل في ظل الشجره ينظر ويتلفت حوله لعله يجد على الشجرة ثمرة لوز فلم يجد الا بذورا صغيرة تكاد تنمو ، حزن الرجل كثيرا ثم تمدد تحت ظلها يتذمر من وضعه !. زاد فضول الشجرة لمعرفة ما الذي حصل للرجل ؟ ولماذا يتذمر؟ ولماذا هو حزين ؟!
قالت الشجرة مرحبا ايها الرجل! . اجاب الرجل: من من يتكلم ؟! قالت الشجرة : انا شجرة اللوز!. التفت الرجل نحو الشجرة وقال: سبحان الله .. شجرة تتكلم!! قالت الشجرة ما بك سيء الحال ؟! قال الرجل آه ثم آه ـ الشجره: ما بك ؟قال الرجل: انا رجل غني املك تاج مدينة السباع ، خدعني وزيري واستطاع قتل زوجتي والاستيلاء على عرشي ورمى بي خارج اسوار المدينة بتهمة قتل زوجتي . فقالت الشجرة لدي اقتراح تستطيع من ورائه العيش . فرح الرجل وقال: ما هو؟! قالت تذهب الى الضفة الاخرى باتجاه النهر ، تحضر الماء وتأخد بذوري وتزرعها وترويها لتنمو الارض بالخيرات. فقال الرجل: والى ذلك الحين اين اعيش وماذا آكل؟! فقالت الشجرة: تعيش في ظلي وتأكل من ثماري. فرح الرجل وبدأ العمل بنشاط ، وبعد عدة سنوات كبرت الاشجار ، فصنع الرجل بيتا كبيرا وعدة اكواخ بجواره ، فجاء الناس للعيش هناك ، ولشدة خضرة الارض وتزينها بزهور شجرة اللوز لقبت 'قريه زهره اللوز' . تسابق الناس للعيش في احضان تلك القرية الرائعة ، وبعد عدة سنوات انتُخِبَ الرجل ملك القرية . كبر الرجل واصبح عاجزا ونسي فضل شجرة اللوز ، بل تجاهلها ، وفي احد الايام جاء اصحاب الارض ، اي ارض 'قرية زهرة اللوز' وطالبوا بارضهم ، وطرد الاهالي من القرية ، وعُين منهم حكام على القرية ، فطرد الرجل من حكمه وعاد مثلما كان رجلا فقيرا ، عاد ليرى شجرة اللوز فرأها ميتة ذابلة ، فأقبل رجل عجوز وقال : انسيت فضل شجرة اللوز ؟ لولاها لما كنت حيا الى هذا الاوان . بكى الرجل بدموع حارة وقال بصوت عالٍ:
اكرموا شجرة اللوز فهي احق من الانسان بالاكرام .
فقال الناس : لقد حكمنا حاكم مجنون!!