الإخوة الكرام والأخوات الكريمات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحياكم الله وبياكم ورضى عنكم المولى وأرضاكم
أقدم لكم اليوم هذه القصة من مجموعتى القصصية
"تأملات فى الحياة"
وأتمنى أن تنال إستحسانكم ورضاءكم وأعتذر لطول القصة
طبق العسل
أمى: إنى جائع ماذا سنتناول فى طعام العشاء
الأم:يوجد لدينا فول مدمس وجبن قديم وإنتظر حتى يأتى أباك لنتناول العشاء معا
هانى: ولكنى مللت أكل الفول فنحن نتناوله فى الصباح والمساء فول ...فول
الأم:ماذا تريد إذا
هانى:أريد عسلا أسود
الأم:ليس لدى نقود لأشترى لك عسلا إنتظر حتى يأتى أباك وإطلب منه
هانى:ولكنى أخشى أن يرفض إطلبى أنت منه فهو لن يرفض طلبك
الأم:أنت تعرف والدك لن يوافق أما يكفيه ما يتحمله من أجلنا فنحن تسعة أفراد نعيش على راتب والدك الضئيل أما يكفى نفقات الدراسة لك ولإخوتك وتكاليف الطعام والشراب والملبس
هانى: أخى أحمد هل تحب العسل
أحمد: ومن يكره العسل
هانى :إذا إطلب من أبيك أن يشترى لنا عسلا نأكله فى العشاء فهو لن يرفض طلبك
أحمد:ولماذا لا تطلب أنت منه
هانى: أنت تعرف أنه لن يوافق
أحمد: نعم لأنك ولد شقى وتسبب لنا المشاكل أنسيت ما فعلته اليوم وضربك لإبن الجيران
هانى:نعم ضربته لأنه شتمنى وأخذ الكرة منى
طرقات بالباب أحمد يفتح الباب ويصرخ بابا بابا
السلام عليكم كيفك يا أم أحمد وكيف الأولاد وأين يمنى وسعاد ونرجس والأمورة سحر والصغير خالد
الأم :سالت عنك العافية يا أبو أحمد البنات يساعدننى فى تنظيف المنزل وخالد نائم وسحر عند الجيران تلعب مع صديقتها نهى
الأم: ولد ياهانى أذهب لإحضار أختك سحر من عند الجيران وحذارى أن تضربها كما فعلت بالأمس
هانى: ينظر لأمه ويشير إلى أبيه
الأب : لماذا تشير لأمك ما الأمر ياسعدية؟
لاشيئ يا أبو أحمد هيا ياشقى إذهب وأحضر أختك
هانى: يحضر ممسكا بيد أخته التى تنتزعها منه وترتمى فى حضن أبيها ويقترب منها هانى يوشوش لها فى أذنها
سحر: بابا أنا عايزة عسل
الأب:
مبيتسما من عيونى يا حبيبتى ولد ياهانى إذهب وإحضر بخمسة قروش عسل لأختك
هانى:لن تكفى ونحن جميعا نريد أن نأكل عسلا
الأم : تنظر إليه وتقول يالك من ولد ماكر تحايلت حتى تنال مطلبك
ربنا يخليك يا أبو أحمد أعطه ربع جنيه لشراء العسل حتى يكفى جميع إخوته
الأب :مبتسما هذه الربع جنيه وحذارى أن تتأخر أو ينسكب العسل منك
هانى : يتهلل ويحمر وجهه من الفرح وبرقص من فرط السعادة أمى هيا أحضرى لى طبق
يحمل هانى الطبق وينطلق مهرولا
زحام أمام البقالة وأم سيد تصرخ فى الوجوه الشاخصة وتطلب منهم الصبر
يتسلل هانى من بين الأرجل رافعا يده بالطبق وصوته با لصياح
أم سيد: أعطنى بربع جنيه عسل وإتوصى(زيدى الكمية)
ولكن أم سيد لا تلتفت إليه وتنشغل بإحضار طلبات باقى الزبائن فهى لا ترى سوى زراعا بطبق ممدود
يطرق هانى بالطبق محدثا جلجبة ويعلو صوته أم سيد أعطنى بربع جنيه عسل وإتوصى
سيدة تنظر إليه مبتسمة وتقول" صحيح قد الكف ويغلب ألف" ورجل يبادلها الإبتسام ويحمل هانى بذراعيه لتراه أم سيد التى ما إن رأته حتى صاحت أأنت مرة أخرى أيها الشقى لن أعطيك شيئا فيبتسم هانى ويقول لها عذرا لن أضرب حمادة مرة أخرى وسأعطيه الكرة ليلعب بها كما يشاء ربنا يخليك يا أم سيد
تبتسم له والرجل يستعطفها لتحضر له العسل ويقول لها مثل إبنك ولعله جائع
تأخذ أم سيد الطبق وهانى يصيح مناشدا لها إتوصى يا أم سيد ربنا يخليك
أم سيد ييد تناول الرجل الطبق يضعه على المنضدة الرخامية التى تفصل بين الزبائن وأم سيد بيد وينزل هانى بيده الأخرى
ثم يناوله الطبق ينظر هانى للطبق سعيدا ويبتسم للرجل قائلا شكرا ياعم
أم سيد: ياولد يا هانى لا تنسى تذكر أمك بأن تحضر باقى حساب التموين وحساب الجاز وتسلم لى عليها ينظر لها هانى ويهز رأسه وينطلق حاملا طبقه متجها إلى الحارة القريبة التى تؤدى للشارع الذى يقع به منزلهم
الظلام يلف الحارة وهانى يهدأ من خطواته ثم يتجمد فجأة وهو يرى قطعتان من الجمر تلمعان فى الظلام فى الإتجاه المقابل ثم قط أسود ينطلق كالسهم متجها إلى المنزل الذى يقف هانى بجواره يضطرب هانى ويفقد القدرة على النطق وتمر لحظات عصيبة تتجمع حكايات العفاريت التى كانت تحكيها الجدة وهى تصور لإخوته أن القطط السوداء فى الليل تكون عفاريت تتسارع دقات قلبه ويجف حلقه يحاول جاهدا جر قدميه ليدفعها دفعا للسير ولكنها تأبى ثم تترامى إليه أصوات مارة فى الشارع الرئيسى تؤنسه وتزيل عنه شيئا من خوفه فيتمالك نفسه وينجح فى جر قدميه
وبعد خطوات وهو يحاول الإسراع ليترك العفاريت فى الحارة تتعثر قدميه بحجر لم ينتبه إليه ويسقط وينسكب طبق العسل بعض منه يرسم لوحة على ملابسه والبعض الأخر يسيل شاقا طريقا له إلى الأرض
ينفجر هانى بالبكاء بصوت متهدج يترامى صوته لأحد المارة بالشارع الرئيسى يسرع إليه الخطى مالك يابنى ينظر هانى إليه بعينين دامعتين ويشير للعسل المسكوب فيربت الرجل على كتفيه ويسأله عن إسمه وإسم والده وبصعوبة يعرف منه إسم والده وعنوانه فيمسك بيده ويتناول الطبق به بقايا العسل المسكوب ويتجه ناحيىة المنزل ويطرق الباب
تفتح سحر الباب وتصرخ على أمها
أمى أمى هانى عاد ومعه رجل وطبق به بقايا عسل
يسرع الأب يرد التحية للرجل أهلا عم ياسين ما الأمر
عم ياسين:أرجوك يا أبو أحمد لاتضرب الولد رغما عنه إنسكب العسل منه
يومئ أبو أحمد موافقا ويطلب من عم ياسين الدخول ولكنه يعتذر
تسرع الأم تحمل هانى وتنزع عنه ملابسه وهى تولول ههههه إرتحت الأن أيها الشقى
يعود هانى للبكاء وهو يجيب الأم العفريت هو السبب لقد رأيته وعينيه تلمه كالنار فى الحارة
يلتف حول المشهد أحمد وسحر وسعاد ويمنى ونرجس وصوت خالد يعلو بالبكاء فتسرع سعاد الكبرى لحمله وتقبيله
أحمد ينظر لهانى بشماتة وهى يشير إليه بيديه وسحر تبكى أريد عسلا أنا مالى هههههه
طرقات بالباب يسرع أحمد لإستطلاع الأمر وينادى أباه
بابا بابا عم ياسين جاء ومعه طبق كبير مملوء بالعسل يسرع الأب ليلحق بعم ياسين الذى يغادر على عجل المكان والأب يشكره فيلتفت إليه مبتسما لا عليك يا أبو أحمد ومهما فعلت فلن أوفى جميلك وما قمت به من واجب تجاه أختى ثريا عندما كانت تضع مولودها بالمستشفى الذى تعمل به
أحمد يعود حاملا طبق العسل يقفز هانى ويعلو صوته وتكف سحر عن البكاء وتسرع سعاد لتناول الأم الوليد خالد
بينما يمنى تحضر الطبلية (مائدة مستديرة)ويضع أحمد طبق العسل بالمنتصف ويتحلق الجميع ويبتسم الأب قائلا لا تنسو أن تسمو الله
( بسم الله الرحمن الرحيم اللهم بارك لنا فيما ر*******تنا وقنا عذاب النار)
********* تمـــــــــــــــــــــــــت *************