[size=24]مملكة الظباء
مملكة الظباء
كانت ديمة الصغيرة تعيش مع أبويها في غابة بعيدة تنموا فيها أنواع لاحصر لها من الأشجار الباسقة والأزهار البرية المتنوعة الألوان وقد أقامت الأسرة كوخها على ضفة النهر الذي كان يضفي على الغابة جمالا وسحرا
نشأت ديمة في هذا الكوخ بين أبويها اللذين غرسا في نفسها حب الخير ومساعدة الآخرين وفي أحد الأيام ذهب أبواها لزيارة لزيارة جدها في الغابة المجاورة وأوصياها ألاتفتح الباب لأحد قبل أن تتأكد من الطارق . وهكذا ظلت ديمة وحيدة في البيت تتسلى بألعابها بانتظار عودة والديها عصفت الريح في الغابة . وهطل مطر غزيز غسل الأشجار فساد صمت كبير في الغابة وتأكدت ديمة من إغلاق الباب وجلست قرب الموقد تنعم بالدفء . وفجأة سمعت طرقا شديدا على الباب فأسرعت إلى النافذة فرأت غزالة ترتجف من البرد وقد بللها المطر فأشفقت عليها وفتحت الباب وأدخلتها إلى الكوخ وأجلستها قرب الموقد لتجفف نفسها ولفتها بمعطفها
شعرت الغزالة بالدفء فشكرت ديمة على معروفها وفهمت ديمة كلام الغزالة فسرت سرورا كبيرا وسرعان ما شرعتا بالغناء معا ثم قدمت ديمة للغزالة صحنا من الحليب الساخن وراحتا تتحدثان وهما مسرورتان بهذه العلاقة التي جمعت بينهما
وحين توقف المطر شكرت الغزالة ديمة وودعتها قائلة : سأزورك كثيرا أما الآن فسأذهب الى مملكة الظباء. ثم انطلقت تعدو وأخذت تختفي شيئا فشيئا عن عيني ديمة في جوف الغابة
عاد الوالدان من زيارتهما فروت لهما ديمة قصة الغزالة . فأثنى الوالدان على أبنتهما لعنايتها بالغزالة في هذا اليوم البارد
توطدت العلاقة بين ديمة والغزالة وكانت الغزالة تزور ديمة كلما استطاعت ذلك كما كانت تلتقيها في الغابة تحت أشجار الصنوبر وكانت ديمة مسرورة بهذه الصداقة التي تتوثق يوما بعد يوم وراحت تروي لأصدقائها في المدرسة حكايتها مع صديقتها الغزالة
وذات صباح هبت على الغابة عاصفة هوجاء اقتلعت الكثير من الأشجار ولحق بالكوخ خراب كبير . عادت ديمة من مدرستها فلم تجد أبويها ووجدت كوخها الجميل قد خربته العاصفة . فجلست بجانبه تبكي وفجأة سمعت صوتا يقول لها بحنان : مابك ياعزيزتي
التفتت ديمة فرأت صديقتها الغزالة بجانبها فمسحت دموعها وقالت العاصفة دمرت كوخنا وشردت أسرتي . قالت الغزالة لاتقلقي يا صديقتي امتطي ظهري وكل شيء سيكون على مايرام . امتطت ديمة ظهر الغزالة فانطلقت بها بسرعة البرق الى مملكة الظباء وفي المملكة رحب الجميع بالغزالة قائلين :مرحبا بك سيدتي الأميرة ودهشت ديمة الصغيرة وقالت لها هل أنت أميرة حقا يا صديقتي الحبيبة . قالت الغزالة نعم ياصديقتي وستجدين في مملكتنا كل الحب والرعاية والمساعدة ستقيمين هنا في أفضل غرفة وسيقوم الغزلان بإصلاح الكوخ مع والديك اللذين لابد أنهما يصلحان ما أفسدته العاصفة
وهكذا انطلق الغزلان لمساعدة والدي ديمة أما ديمة فأقامت مع صديقتها الأميرة في مملكة الظباء في سعادة وفرح وحين انتهى إصلاح الكوخ شكرت ديمة الغزلان على مساعدتهم لأسرتها وامتطت ظهر صديقتها وعادت الى الكوخ على ضفة النهر
فرح الوالدان برؤية ابنتهما ديمة فعانقاها بحرارة وشكرتا الغزالة الأميرة على المساعدة التي قدمتها لهم ثم ودعتهم الغزالة على أن تزورهم في اليوم التالي وانطلقت تعدو واختفت شيئا فشيئا في جوف الغابة وديمة الصغيرة تلوح لها بيدها مودعة
ماأجمل الصداقة والمحبة بين الأصدقاء والتعاون على الخير والعطاء
ودمتم بخير ومحبة[/size]