[size=24][size=24]
زيتون....تحت الأشعة
زيتون....تحت الأشعة
أمسكت ليلى بيد أمها المريضة وهما تتوجهان إلى مخبر الأشعة لأخذ صور صدرية بعد أن أشار الأطباء بضرورة ذلك ، فقد كانت الأم تسعل سعالا شديدا. لمحت ليلى القط زيتون قط البيت يلحق بهما، قالت لأمها: زيتون يلحق بنا يا أمي....هل أرجع وأعيده من البيت؟
قالت الأم: لا وقت لدينا الآن لذلك يجب علينا أن نلتزم بموعد الطبيب. اتركيه سيعود وحده...القطط تعود عادة إلى أمكنتها والبيوت.
أجابت ليلى: ولكن يا أمي الطرقات متعرجة ويمكن ألا يعرف كيف يعود!!
قالت الأم وقد نفذ صبرها: ألا تعرفين أن القطط تملك حاسة شم قوية جدا...وحاسة توجّه أيضا؟
صمتت ليلى...واتمت طريقها مع أمها إلى المخبر....وهناك أخذوا للأم الصور المطلوبة...وعادتا...ولم يعد زيتون.
قلقت ليلى لغياب زيتون فهو يسليها وينام في غرفتها، إلا أن انشغالها بالأم المريضة ونتائج الصور الشعاعية الغريبة التي استلمتها من المخبر منعتها من البحث عن زيتون.
ومضى أسبوع أو أكثر وزيتون لم يعد. فكرت ليلى أن تذهب إلى المخبر لتسأل الموظفة هناك إن كانت قد رأت قطها الأسمر السمين، والذي اسمه زيتون.
وبعد خروجها من المدرسة أسرعت راكضة إلى المخبر، ولما سألت الموظفة أجابتها بغيظ: أهذا هو قطكم إذن؟...لقد سبب لنا مشكلة حيرت الأطباء فقد كانت صورته تظهر في جميع صور الأشعة التي نلتقطها للمرضى.
وعوضا عن أن تسأل ليلى كيف يحصل هذا الأمر وكيف تسبب قطها في تلك المشكلة، صاحت: أين هو؟؟...أرجوك...أريد أن أعيده إلى البيت .
ونادت الموظفة الطبيب المشرف، وقالت له: إن هذه البنت الصغيرة هي صاحبة القط اللعين وهي تطالب به.
قال الطبيب المشرف: إنه هنا في المستودع....مريض وهزيل رغم فحصه وتقديم الطعام له.
أسرعت ليلى لتستلم قطها عندما قال لها الطبيب: اسمعي يا صغيرتي.....عليك أن تراقبي هذا القط.... فقد تسلل إلى داخل الجهاز وكلما صورنا بالأشعة مريضا ما، كانت عظامه تشوش على الصورة مما سبب لنا إرباكا شديدا....هل تفهمين ما أقول؟
قالت ليلى: نعم...أفهم....أفهم.... وصور أمي كانت كذلك.....والآن عرفت السبب.
قال الطبيب: إذن....فهذه مسؤوليتك....قطك سبب الضرر لنا ولكم.
أطرقت ليلى برأسها بخجل، فضحك الطبيب ثم مسح شعر رأسها الناعم بيده، وقال: لا بأس....خذيه معك....أو اتركيه فسوف يعود وحده.
قالت ليلى بحماسة: لا سأحمله معي هذه المرة فهو مريض....أما في مرات قادمة فسأتركه يعود وحده فيما لو لحق بي......ولن أسمح له أن يقترب من مخبركم بعد الآن. [/size][/size]