يعتقد البعض أن الطفل منذ ولادته كما يقال صفحة بيضاء، وأنه في أحيان كثيرة
لا يفهم ما يدور حوله، والحقائق العلمية تقول عكس ذلك، فالتجارب أثبتت أن
الأجنة في الأشهر الأخيرة من الحمل يستجيبون للمؤثرات الخارجية، والتي
غالباً ما تكون صوتية، هذا يؤكد على أن المواليد في أسابيعهم الأولى
يستجيبون ـ وربما يفهمون ـ بطريقتهم ما يدور في محيطهم. هذه النقطة تجعلنا
على يقين من أن الطفل ليس كما يقال صفحة بيضاء.. وبعيداً عن التفسيرات
الوراثية التي تقول بأن الإنسان يولد مزوداً بكثير من المعلومات، بعيداً عن
ذلك الافتراض أقول أن عالم الطفل ـ وأقصد بعالمه أسرته ـ تعتبر الركيزة أو
المحدد الأول والأهم لتكوين شخصيته في المستقبل.