قل للمليحة في الخمار الأسود مـــــاذا أردت بـنــاســك مـتـعــبــد
قل للمليحة في الخمار الأسود ماذا أردت بناسك متعبد
فلنتعرف على قائله ؟
بيت الشعر أعلاه شاع بين الناس أن قائله الشاعر ربيعة بن عامر الدارمي التميمي المشهور بلقب مسكين الدارمي، المتوفي عام 708م يقول :-
قل للمليحة في الخمار الأسود مـــــاذا أردت بـنــاســك مـتـعــبــد
قـد كــان شـمـر للـصـلاة ثيـابـه حتى قعـدت لـه ببـاب المسجـد
وقد ورد البيت في قصيدة للشاعر الحسنبن هانئ المشهور باسم أبي نواس، الذي عاش في الفترة بين 813 - 763م يقول شاعرنا في مطلع قصيدته :-
شغلت خداشا عن مساعي مخلد خمـر توقـد فـي صحـاف العسجـد
فليصبـحـن مـــن الـدراهــم مفـلـسـا وليمسيـن مـن النـدى صفـر الـيـد
ويختمها شاعرنا في بيت الشعر الذي وردهكذا :-
قل للمليحة في الخمار الأسود مــــاذا فـعـلــت بـنـاســك مـتـعـبـد
قـــد كـــان شـمــر لـلـصــلاة إزاره حتى وقفـت لـه ببـاب المسجـد
أما الشاعر محمود بن الحسين الرملي كشاجم، المتوفى عام 970م فيقول البيت كالتالي :-
قـل للمليـحـة فــي الخـمـار الأكـحـل كالشمس من خلل الغمام المنجلي
بحيـاة حسنـك أحسنـي وبحـق مـن جعـل الجمـال علـيـك وقـفـاأجمـلـي
والشاعر أحمد بن علي بن مشرف التميمي، المتوفى عام 1868م يقول هكذا :-
قل للمليحة في القميص الأحمر مـــاذا فـعـلــت بـعـابــد مسـتـبـصـر
مـا زال يـدأب فـي العبـادة طالـبـا لـلـعـلـم غــيـــر مــفـــرط ومـقــصــر
والأخير في موضوعنا الشاعر إلياسبن عبد الله الذي اشتهر باسم أبي الفضل الوليد، الذي عاش بين 1941 - 1886م، وردالبيت في قصيدته كالتالي :-
قـل للمليحـة فــي الحـريـر الأحـمـر مـــــاذا فــعــلــت بــشــاعــر مـتـكــبــر
قد كان يرعى النجم في فلك العلى والـيـوم يـرعـى مـنـك عـقـدالجـوهـر
ومن قصص / مسكين الدارمي أن قدم بعض التجار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حمل من الخمر السود ( الخمر : جمع خمار، وهو ما تغطى به المرأة وجهها ) فلم يجد لها طالباً ولا شارياً، ف***دت عليه وضاق صدره، فقيل له : ما ينفقها لك إلا / مسكين الدرامي العبدلي التميمي من بني عبدالله بن دارم بيت بني تميم وهو / ربيعة بن عامر، توفى سنة 89هـ من مجيدي الشعر الموصوفين بالظرف والخلاعة فقصده فوجده قد تزهد وانقطع في المسجد، فأتاه وقص عليه القصة فقال : وكيف أعمل وأنا قد تركت الشعر وعكفت على هذه الحال ؟ فقال له التاجر : أنا رجل غريب، وليس لي بضاعة سوى هذا الحمل، وتضرع إليه، فخرج من المسجد وأعاد لباسه الأول وعمل هذه الأبيات وشهرها وهي :-
قل للمليحة في الخمارالأسود مــــاذا فـعـلــت بـنـاســك مـتـعـبـد
قـد كــان شـمـر للـصـلاة ثيـابـه حتى قعـدت لـه ببـاب المسجـد
ردى عـلـيــه ثـيــابــه وصــلاتـــه لا تقتلـيـه بـحــق ديـــن مـحـمـد
فشاع بين الناس أن / مسكيناً الدرامي العبدلي التميمي قد رجع إلى ما كان عليه، وأحب واحدة ذات خمار أسود، فلم يبق في المدينة ظريفة إلا وطلبت خماراً أسود فباع التاجر الحمل الذي كان معه بأضعاف ثمنه،لكثرة رغباتهن فيه، فلما فرغ منه عاد إلى تعبده وانقطاعه .